Saturday, July 20, 2019

١٥ دقيقة و ٢٠ ثانية || الجزء الثالث


قال الرجل الذي تحدث في البداية: " ربما فعلوها عن قصد!" لم يعلق أحد، فتابع: "ربما عن قصد تركوا معكما الساعة، لتكون العامل الفاصل في التجربة. الوقت" سأل الرجل الغاضب: "ماذا تعني بالوقت؟" قال الرجل: "قرأتُ كتاباً خيالياً عن كوكبٍ عاش أهله في ضوء دائم، ثم انفجر النجم الذي كان ينير لهم الكوكب، وأصبحوا في ظلام دامس، لم يتحمل أهل الكوكب الظلمة لعشر دقائق حتى وبدأوا في قتل بعضهم بعضاً. إنه تأثير الظلام بالتأكيد" أثارت انتباهي تلك القصة كثيراً وخرج صوتي لأول مرة منذ جئت: "لكنها قصة خيالية أليس كذلك؟" قال الرجل: "نعم هي قصة خيال علمي أي أحداث القصة خيالية ولكن ذات مضمون مُثبت علمياً.. الظلام يعد عدو الإنسان من اللحظات الأولى له في الحياة، بحث عن الضوء في النار وطوره ليخدمه في غياب الشمس ولم يكتفِ بهذا بل شاء المزيد من الضوء المستمر ليلاً ونهاراً، فطور المصباح، وظهرت الكهرباء للاضاءة" تسائل صاحب الصوت الخفيض فجأة: "ما المرعب لهذا الحد في الظلام، أنا أشعر كلياً بالراحة أثناء الظلام" أجاب الرجل عن ثقة: "الكلاستر فوبيك. رعب الأماكن المغلقة" صاح جوفري: "إنها تعمل! هل تسمعون صوتها؟" ساد الصمت للحظات لنسمع الصوت، في البداية بدا وكأن الصوت يخرج من قاع المحيط شيئاً فشيئاً إلى حيث السطح لينفجر وكأنه داخل مكبر صوت: "تيك توك.. تيك توك.. تيك توك.." وتابعت.. قلتُ في نفسي: "يا إلهي!" لأول مرة في حياتي أسمع ساعة عن قرب، ربما حقيقة هي عن بعد لكن في هذا الفراغ الهائل للظلام. قال الرجل الغاضب وقد اندفع وزاح كرسي بعيداً: "أعطني تلك الساعة!" المرأة ذات الصوت الإذاعي ترمي لأمرٍ هام جداً: "أشعر أنني أختنق!" كنت أشعر أنني أختنق كذلك، قال جوفري خائفاً وقد تملكته الظلمة أخيراً: "لا أظن أن هذة فكرة جيدة، قد يكره جدي أن.. " قاطعه الرجل، وقد اصطدم به، وصاح جوفري: "هذا وجهي يا رجل!" قال الغاضب: "أعطني قطعة الخردة.. أعطني إياها. أنا لا أرى شيئاً. تباً!!" بينما يتعارك جوفري والغاضب، سمعنا حشرجة تشبه صوت أحدهم يختنق.. صاح الرجل صاحب الصوت الخفيض: "برايان هل أنت بخير؟" دبت الحياة في صوته فجأة وكأنه شخص آخر، بينما لم تجيبه المرأة، وظلت تتنفس بصوتٍ ثقيل وكأن فيلاً سقط فوق صدرها.. لكنها قالت بضعف وصوت مبحوح بالكاد يُسمَع: "توقفوا.. رجـ.. رجاءً توقفوا!" قال الرجل الذي تحدث أول مرة: "لا فائدة منها! توقفا عن العراك.." بينما استيقظ العجوز: "جوفري. هل رأيت ساعتي؟!" الراجال يتصايحون كالدجاج، وفجأة سقط شئ وسمعنا صوت تهشُّم! لقد سقطت الساعة ودهسها الغاضب وهو لا يدرك أنها تحت قدمه..

No comments:

Post a Comment