Saturday, July 20, 2019

١٥ دقيقة و ٢٠ ثانية || الجزء الرابع


أشعر وكأن ساعة قد مرت، أشعر شعوراً غريباً هنا وكأن لا وجود للوقت أصلاً أنا أختنق! قال الجد مخاطباً جوفري: "ما هذا؟ سمعت صوت شئ ينكسر! أين ساعتي يا بني؟ أعطني الساعة ولن أعاقبك صدقني، أعطني الساعة فحسب!" كان جوفري يتململ، وقال: "يا ويلي!!" يبدو أن الغاضب انزوى بعيداً الآن. غيرَ أن جوفري قد قسمت القشة ظهر بعيره، واهتدى طريقه إلى الرجل الغاضب لينتقم منه.. كان يكرر: "يا ويلي! يا ويلين.. سأقتلك لهذا! أنت حقير" كانا يتعاركان، كنت أسمع صوت ضرباتٍ ولكماتٍ مكتومة.. على أغلب الظن يضربان الكراسي والحوائط، يتأوه جوفري، وضربة مكتومة تتوسط صدره، الرجل الغاضب ليس غاضباً فقط ولكنه قوياً أيضاً.. الجد ينادي مستنجداً: "توقف.. توقف! أين أنت يا جوفري؟ توقف. لا تؤذِ حفيدي!" أشعر أن الظلام يلمس جسدي من كل مكان وبدأتُ أرتعش، توهمتُ أن هناك حائطاً يتحرك باتجاهي ليدهسني، فرفعتُ يدي لأحجزه، ولكن غاصت يدي في الظلام، وسكتت الأصوات في رأسي فجأة لثانية أو أقل.. تساءلت في نفسي مفجوعاً بشساعة الظلمة وضيق نفسي، ثم سقطتُ على ركبتي.. عادت الأصوات إلى حيثما كانت، وظهر صوت الجد اخيراً: "إلينور. هل هذة أنت؟" انتبه جوفري أخيراً لجده: "جدي؟! جدي. هل أنت بخير؟" همهم الجد: "أين نحن يا بني؟" قال جوفري: "أنا آسف يا جدي! أنا من أحضرتنا هنا، في هذا الجحيم" قال صاحب الصوت الخفيض: "برايان! رجاء أخرجونا من هنا.. أنا أنسحب!" قال الجد أخيراً: "لا بأس يا بني، لا بأس" وسمعنا صوت ارتطام بالأرض. وجوفري يصرخ: "يا إلهي، جدي! أجبني يا جدي!!" سأل الرجل الأول: "ما الذي يحدث؟" قال جوفري: "لا أعرف. لقد سقط جدي أرضاً" اكتفى الغاضب بالصمت وكأن الحائط أبتلعه..

No comments:

Post a Comment